سنام الإسلام
لما رأيت أثر الحوارات في استنقاذ كثير من الشباب المتحفز للقتال ،شعرت أن المسؤولية متعينة في إعلان هذا الحوارات ، والاجتهاد في تبصير الشباب بدلالات الأدلة، وعرض نتائج التجارب السابقة، والوقوف بهم على الطريق الصحيح للعمل للدين، وإصلاح الأمة، مع الأناة والرفق، وطول الصبر، والاحتمال لسَوْرة الانفعال، وحِدَّةِ الحماس .
واخترت أن يكون عنوان هذه الرسالة «سنام الإسلام»، وهو مستل من حديث: «وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» . ومعنى ذروة سنام الإسلام، أشرفه وأعلاه، والسنام هو أعلى ظهر الجَمَل ،ومعنى ذلك أن هناك قوائم ترفعه، وبدناً يحمله، وسناماً يعلوه، وهذه ذروته، وإن البداءة بذروة الإسلام، قبل إقامة القوائم وسلامة البدن عكسٌ لبناء الأمة، وخللٌ في ترتيب البدايات والأولويات.
وبعد الاجتهاد في بيان الأدلة وتوضيح الحقائق، فإنا لا نزعم أننا قد أتينا بالحل النهائي، وقضينا على كلِّ المشكلة، ولكنا ساهمنا في البيان، وأعذرنا في البلاغ، واجتهدنا في كشف الالتباس، ﴿وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.